أن تأثير الروائح مثل العطور ومعطرات الغرف على نفسية الإنسان والمزاج وحالته الفسيولوجية معروف منذ مدة طويلة. فيمكن للروائح أن تأخذنا في رحلة لزمان ومكان مختلفين بسهولة، حيث ترتبط حاسة الشم لدينا بالجهاز الحوفي المسئول عن تخزين الذكريات والعواطف ومعالجتها في الدماغ.
يحتوي هذا الجهاز على مستقبلات تعمل على تنظيم المشاعر والعواطف في الدماع، فكل رائحة تثير ذكريات معينة مرتبطة بها بشكل لا شعوري.
العطور تجلب السعادة!
تتداخل الروائح والذكريات بشكل معقد، فقد تذكرك الروائح العشبية بأول عطلة قضيتها مع العائلة، والروائح الخشبية بأمسيات الخريف الرائعة. بينما تذكرك روائح التوابل العطرية بلحظاتك السعيدة في مطبخ العائلة.
تحفز روائح العطور هذه الذكريات السعيدة، وتثير الذكريات التي ارتبطت بها، وتمتلك تأثير على السلوك والمزاج.
تركز شركات العطور على إضفاء هذه اللمسة التي تثير الحنين. فتمتلك العديد من العطور خصائص قوية تعمل على تعديل الحالة المزاجية، وتعزيز مستويات اليقظة وخلق أجواء هادئة تحيطك بالسكينة والاسترخاء. تتميز العديد من الروائح بتأثير مهدئ يخفف التوتر والأروق وتساعد على زيادة التركيز.
هناك العديد من الروائح المنعشة وتشمل الحمضيات بأنواعها المخلفة، والنعناع الذي أثبتت العديد من الدراسات فاعليته في زيادة التركيز وتحسين الحالة المزاجية.
كما وهناك روائح مهدئة ومريحة مثل روائح خشب الصندل الحسية والفانيليا والياسمين والبخور والخزامى. ويشتهر نجيل الهند بزيت الهدوء، حيث يعمل على تقليل القلق ويعزز الوضوح العقلي.
عطرك هو اللمسة الأخير لأناقتك، لذلك ابحث عن عطر يناسب شخصيتك ويعكس حالتك المزاجية.
العطور والمشاعر
وجدت دراسة حديثة أن الروائح (وتشمل العطور) تأثر على ما نسبته 75% من حالاتنا المزاجية اليومية. لذلك ليس من المستغرب أن تستخدم العطور كأدوات للتأثير على المشاعر وتحسين المزاج.
تحمل الروائح دلالات زمنية وموسمية، فمثلاً ترتبط روائح الحمضيات بالصيف والانتعاش والحيوية، بينما ترتبط الروائح القوية الخشبية الشرقية بالأمسيات والرسميات والأوقات الليلية غالباً.
لا تفرط في استخدام العطر، فبالرغم من تأثيره الإيجابي إلا أنه يزعج ويخنق من حولك. فاختيار عطر جيد يدل على اهتمامك بذاتك وبطلتك ويعتبر بصمتك التي تتركها في عقول الآخرين لتبقى حاضرة للأبد. لذلك عليك أن تنتبه ألا تترك انطباع سئ بغير قصد.