

مع وصول شهر رمضان المبارك تزداد التسائلات فيما يخص العطور في رمضان. وقد تسأل نفسك، هل العطر يفطر؟ ، إذا دخل العطر في الفم هل يفطر الصائم؟، وما تأثير العطور على الوضوء؟؟! وهل يعد الصائم مفطر في حال وصول العطر للحلق؟. أسئلة كثيرة سنجيب عنها في هذا المقال.


العطور ورمضان
يعد شهر رمضان أحد أكثر الشهور إزدحاماً بالزيارات والمناسبات، واعتاد الكثيرون على إستخدام العطور في حياتهم اليومية للحصول على رائحة طيبة ترافقهم في زياراتهم للمساجد أو لأقاربهم وأصدقائهم أو في أماكن عملهم. وبكل تأكيد قد تساءلت عن حكم رش العطور في نهار رمضان وما هو حكم رش العطر في رمضان.
حكم العطور في رمضان
أجمع العديد من العلماء على جواز التطيب برائحة العطر وأن رائحة العطر لا تفطر الصائم، فاستعمال العطور والطيب والصابون المعطر أثناء النهار في رمضان لا يفطر الصائم. وذلك لأن ما يبلغك منه هو رائحة، والرائحة ليس لها جرم يدخل إلى الجوف بعكس البخور الذي اختلف فيها أهل العلم.


هل البخور تفطر في رمضان
يختلف البخور عن العطر حيث أن البخور له دخان، وهذا الدخان يصل للحلق. فالمعيار هنا هو استنشاقك لدخان البخور ودخول بعضه الى الجوف. فيمكنك أن تتطيب برائحته مع التأكد ألا تستنشق دخانه.
قال الشيخ العثيمين ـ رحمه الله: وأما الطيب فكذلك جائز للصائم في أول النهار وفي آخره ـ سواء كان الطيب بخوراً، أو دهناً، أو غير ذلك ـ إلا أنه لا يجوز أن يستنشق البخور، لأن البخور له أجزاء محسوسة مشاهدة، إذا استنشق تصاعدت إلى داخل أنفه ثم إلى معدته، ولهذا، قال النبي صلى الله عليه وسلم للقيط بن صبرة ـ رضي الله عنه: بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً.
وقال أيضاً :
رائحة العطر لا تفطر حتى لو استنشق الإنسان هذا العطر، فإنه لا يفطر، لأنه لا يتصاعد إلى جسمه شيء سوى مجرد الرائحة.
وأما البخور: فلا بأس أن يتطيب به الإنسان ويطيب به ثوبه ويطيب به رأسه، ولكن لا يستنشقه، لأنه إذا استنشقه تصاعد إلى جوفه شيء من الدخان، والدخان ذو جرم فيكون مثل الماء، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام للقيط: بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما.
وجاء في الشرح الكبير للدردير المالكي:
وَأَمَّا الدُّخَانُ الَّذِي لَا يَحْصُلُ بِهِ غِذَاءٌ لِلْجَوْفِ كَدُخَانِ الْحَطَبِ: فَإِنَّهُ لَا قَضَاءَ فِي وُصُولِهِ لِلْحَلْقِ وَلَوْ تَعَمَّدَ اسْتِنْشَاقَهُ، لِأَنَّهُ لَا يَحْصُلُ لِلدِّمَاغِ بِهِ قُوَّةٌ كَاَلَّتِي تَحْصُلُ لَهُ مِنْ الْأَكْلِ… وَنَحْوِهِ أَيْ كَالْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ وَالزُّبْدِ وَالْأَعْطَارِ: قَوْلُهُ فَلَا يُفْطِرُ ـ أَيْ وَلَوْ جَاءَتْهُ الرَّائِحَةُ وَاسْتَنْشَقَهَا، لِأَنَّ الرَّائِحَةَ لَا جِسْمَ لَهَا.
هل العطر ينقض الوضوء
اختلف العلماء في حكم صلاة المتعطر بعطور تحتوي على مواد كحولية، فذهب ابن عثيمين إلى جواز استخدام العطور التي تحتوي على الكحول، وصحة صلاة مستخدمها. حيث قال :
الأصل في الأشياء الطهارة حتى يوجد دليلٌ بيِّنٌ يدلّ على النجاسة، وحيث لم يوجد دليل بيِّنٌ يدلّ على النجاسة: فإنّ الأصل أنّه طاهرٌ، لكنّه خبيثٌ من الناحية العملية المعنوية ولا يلزم من تحريم الشيء أن يكون نجساً، ألا ترى أن السمَّ حرام وليس بنجسٍ، فكلّ نجسٍ حرامٌ وليس كلّ حرامٍ نجساً، وبناءً على ذلك نقول في الكولونيا وشبهها: إنّها ليست بنجسةٍ؛ لأنّ الخمر ذاته ليس بنجسٍ على هذا القول الذي ذكرناه أدلته، فتكون الكولونيا وشبهها ليست بنجسةٍ أيضاً، وإذا لم تكن نجسةً: فإنّه لا يجب تطهير الثياب منها.
وأضاف الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ولكن لا شك أن الاحتياط والورع تجنب استعماله لعموم قوله: (فاجتنبوه) فنحن نشير على إخواننا ألا يستعملوا ما فيه مادة الكحول إذا كانت النسبة كبيرة إلا لحاجة كتعقيم الجروح وما أشبهها.
وبحسب احدى الفتاوى على موقع اسلام ويب، رداً على سؤال ” هل ينقض العطر الذي يحتوى على الكحول الوضوء؟”
ذهب أكثر أهل العلم بمن فيهم الأئمة الأربعة إلى أن الخمر نجسة نجاسة حسية كالبول, والذي نعلمه هو أن الكحول التي تضاف إلى العطور هي كحول مسكرة فهي خمر بهذا الاعتبار, وعلى هذا القول لا تصح الصلاة بالثياب التي فيها عطور محتوية على الكحول لأنها ثياب متنجسة، ومن شرط الصلاة طهارة البدن والثوب من النجاسة, ولكن ما صليته سابقا متضمخا بتلك الكحول لا تلزمك إعادته إذا كنت مقلدا لمن يقول بطهارتها أو كنت جاهلا بنجاستها. “إسلام ويب“
المصادر إسلام ويب
2 تعليقات